تدخل إلى المدينة القديمة في سراييفو، تحيطك آثار العالم الإسلامي، يلتقط أنفك رائحة هذا المجد في تلك البلاد، ويلوح أمام مرمى بصرك واحد من أشهر المساجد في أوروبا.. أنه قصر الغازى خسرو بيك أعظم أمراء سراييفو، حيث تنقلك «ركسون» في السطور التالية إلى حكاية هذا المسجد ومشيده.

 الغازى خسرو بيك

أشهر من حكم البوسنة والهرسك، مؤسس سراييفو الحديثة، الذي ترك صدى أسمه يتواتر قويًا على مسامع الأوروبيون، كواحد من المحاربين المسلمين الخالدين في التاريخ الإنساني.

ولد خسروا بيك في اليونان، والده هو فرهاد بيك، والدته هي الأميرة سالجكا بنت السلطان العثماني بايزيد الثاني.

بعد استشهاد والده ووفاة والدته تولى رعايته جده السلطان، وكان لتولى ابن خاله سليمان القانوني (الشخصية التاريخية لمسلسل حريم السلطان) مقاليد الحكم أثره البالغ في توسعات خسروا بك، بسبب الصلاحيات المطلقة المعطاة له.

فتح خسرو بيك بلغراد بلاد الصرب، وحاصر فيينا، وأنشأ سراييفو الحديثة التي أضحت قطعة من أوروبا والشرق فى بقعة أرض واحدة.

يرجع له الفضل في تأسيس أكثر من ثلاث مائة وستون وقفاً مختلفاً بين جامع ومسجد ومدرسة جعلت الهوية الإسلامية لهذه البلاد هى الطابع الأقوى..

استشهد الغازى خسرو بيك خلال إحدى حروبه مع الصرب في الجبل الأسود، تم نقل جثمانه إلى ساحة مسجده الكبير في سراييفو ولا زال ضريحه هناك حتى اليوم.

مساجد الغازى خسرو بيك

تشتهر سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك بمساجدها الكثيرة التي بناها العثمانيون في فترة حكمهم لتلك البلاد، مما جعل الطراز المعماري الإسلامي حاضر بقوة في تلك البلاد.. ويعد مسجد الغازى خسرو بيك واحد من أقدم وأشهر تلك المساجد.

يرجع إنشاء المسجد إلى 5 قرون مضت، حيث أمر الغازى ببنائه على الطراز العثماني لتشعر أنه قطعة من اسطنبول.

إذا سرت في الشارع المؤدي إلى المسجد وقت الآذان ستجد أنه لا يستخدم المكبرات ولكنه يحافظ على رفعه بالصوت المجرد، ومما يزيد هذا المكان روحانية أن القرآن يختم فيه كل بعد صلاة الظهر طبقًا لوصية الغازي خسرو بيك.

ينتشر حول المسجد عدد من الدكاكين والحمامات، بالإضافة إلى الساحات الرائعة التي تعطيك فرصة لاستنشاق الهواء الجميل وتأمل الأمجاد العثمانية في تلك البلاد.

يمثل مسجد خسرو بيك معلم تاريخي مهم في سراييفو، تعرض للكثير من عمليات التدمير ولكن تم إعادة تعميره وكان للملكة العربية السعودية متمثلة في (الهيئة السعودية العليا) فضل كبير في هذا.

لا تفوت فرصة زيارة هذا المعالم الإسلامي المهم في قلب أوروبا..