- Home
- غرائب السفر
- “الوقت المفقود”.. لغز ساعة برج سراييفو
“الوقت المفقود”.. لغز ساعة برج سراييفو
انا.. انا
انا وقت مفقود بين الوقتين
انا.. انا انتظر القادم
لعل هذه الأبيات التي نظمها الشاعر المصري صلاح عبد الصبور هى الأقرب إلى التعبير عن حال الساعة الوحيدة في العالم التي لا زالت تعمل بنظام التقويم الغروبي.. ساعة برج سراييفو في البوسنة والهرسك.
تنتقل «ركسون» في السطور التالية إلى المدينة في القديمة بسراييفو وتقف عن البرج الذي انشأه الغازي العثماني خسرو بيك قبل 5 قرون من الآن.
يجدر الإشارة إلى أن البرج تم إعادة بنائه مرتين بفعل تعرضه للحرائق والأضرار خاصة عندما هوجمت المدينة على يد يوجين سافوي عام 1697.
الذين لا يعرفون تاريخ هذه الساعة يظنوها معطلة أو لا تعمل بينما الحقيقة هى أن الساعة الوحيدة التي تعمل بنظام التقويم القمري أو ما يسمى بالغروبي، وهو الذي يقول بأن اليوم يبدأ عند غروب الشمس وقد كانت المملكة العربية السعودية تعمل بهذا التوقيت حتى تم تحويل نظام التوقيت إلى الزوالي مثل بقية العالم.
بنى العثمانيون إبان فترة حكمهم للبلاد 21 برجًا تعلوهم الساعات وهذا لضبط مواقيت الصلاة، ولكن معظم هذه الأبراج اندثر لأن صناعتهم كانت من الخشب، وظلت ساعة سراييفو وحدها واقفة في المدينة القديمة.
يتعين عند استخدام هذا التوقيت إعادة ضبط الساعة كل يوم وقت غروب الشمس، وقد حافظت ساعة سراييفو على دقتها لسنوات طويلة، ولكن هناك أبطال يقفون وراء هذا العمل، لضمان دقة الساعة.
تعرضت الساعة القديمة في البرج إلى عمليات تدمير متتالية، وبسبب هذا تم استبدال هذه الساعة في القرن الـ 19 بالساعة الذهبية الموجودة في الوقت الحالي.
هذه الساعة جلبها إلى سراييفو من لندن تاجر تركي يدعى “هاشم جولوفو” عام 1873م، وهى من إنتاج الشركة الإنجليزية Gillett & Bland، أما بالنسبة للآلية التركية السابقة فتم نقلها إلى مسجد فارتنكا.
هناك غرفة ملحقة إلى جوار البرج تم بنائها خصيصًا للفلكيين والفيزيائيين لضبط الساعة ومواقيت الصلاة وتحديد بداية شهر رمضان.
تتميز المدينة القديمة سراييفو بأجوائها الروحانية الجميلة فترة رمضان والأعياد، ركسون توفر رحلة ممتعة لرؤية برج ساعة سراييفو التاريخية..