“رجال السلطان”.. أسطورة بناء مسجد خسرو بيك في سراييفو
تمر السنين ولا زال أثر الخلافة العثمانية جليًا وواضحًا على معالم المدينة القديمة في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، تأخذ مكانها كواحدة من البلاد الأوروبية التي طبع فيها المسلمون حضارتهم وقتما كانت منارة العلم والحضارة في العالم..
يقع عند مرمى بصرك وأنت تسير في المدينة القديمة واحدة من أهم المساجد في العاصمة سراييفو، وهو مسجد الغازي الكبير خسرو بيك، تصطحبك ركسون في السطور التالية لمعرفة حكاية مثيرة وقعت أثناء بناء هذا المسجد.
تذكر المراجع التاريخية أن خسرو بيك كان يأمر ببناء الأوقاف الإسلامية في كل أنحاء سراييفو ولكنه اهتم بشكل خاص ببناء مسجد كبير يخلد أسمه ويحسبه عند الله في ميزان حسناته.
سمع ابن خاله السلطان سليمان القانوني عن بناء خسرو بيك لهذا المسجد الكبير، بالتزامن مع بناء مسجد صغير يقع في ضيعة خارج المدينة، أراد السلطان اختبار ولاء أميره، فأرسل إليه رغبة سلطانية في أن يُبني على اسمه مسجد في سراييفو.
وضع السلطان أميره محل اختبار ولاء، كيف يتصرف إزاء ما رغب فيه، هل سيجعل المسجد الكبير على اسم سلطانه، أم يكتفي بإعطائه هذا المسجد الصغير الذى شرع في بنائه.
تمر الأيام والشهور، حتى وصل مرسال من سراييفو إلى اسطنبول تخبر فيها الملك أن الغازي الكبير خسرو بيك انتهى من بناء المسجد الكبير والمفاجأة أنه نسب اسمه المسجد الكبير إلى السلطان، ووضع اسمه على المسجد الصغير.
عندما تواتر إلى مسامع السلطان هذا الخبر، برد صدره واختال إعجابًا بوفاء أميره، فأصدر أمر سلطاني أن يكون المسجد الكبير على اسم خسرو بيك، على أن يتم وضع اسم السلطان على المسجد الصغير.
يجدر الإشارة إلى أن المسجد مازال حتى اليوم يحمل اسم خسرو بيك ويعتبر أهم المساجد التاريخية في البوسنة، ويأتي له الناس من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذا الصرح التاريخي العظيم..
ركسون توفر لك برنامج رائع لرؤية المسجد ومعالم سراييفو التاريخية..