ليس غريبًا أن يطلق موقع “رويترز” في أحد تقاريره الإخبارية على مدينة سراييفو لقب “القدس الصغيرة”، كامتداد لـ اللقب الأشهر لسراييفو “قدس أوروبا”؛ تصطحبك «ركسون» فى ساحات المدينة القديمة لسراييفو، حيث تجد أن المسجد والكنيسة والمعبد يقعون على مسافات صغيرة من بعضهم.

شكلت الديانات السماوية الثلاثة جزءًا كبيرة من حضارة تلك البلاد، وكانت للدولة الإسلامية فضل كبير في استقرار اليهود في سراييفو، بعد سقوط الأندلس وتنكيل ملوك أوروبا بهم، كما أن الفتح الإسلامي تلك البلاد ساهم بشكل كبير في التعايش السلمي بين أصحاب المعتقدات الثلاثة.

في عام 1532م أصدر الفاتح الإسلامي الشهير خسرو بيك وثيقة “أمر نامة” يكفل فيها حق العبادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع المقيمين في البوسنة والهرسك.. لا زالت هذه الوثيقة محفوظة ضمن الأرشيف التاريخي لسراييفو.

المعبد اليهودي في سراييفو

لم يمر الكثير من الوقت بعد إصدر هذه الوثيقة التاريخية في سراييفو، حتى شرع اليهود في بناء معبدهم عام 1581م، وتعرض هذا المعبد مثله مثل سائر الآثار في سراييفو إلى التدمير ولكن تم ترميمه..

تم بناء المعبد الأخر، ويعتبر أكبر معابد اليهود في أوروبا عام 1902م، تم البناء على الطراز المغربى الجديد، وهو واحد من الأماكن الذي يجذب السياح لزيارته ومعرفة كيف عاش اليهود في سلام تحت ظل الإسلام..

الكنيسة الكاثوليكية “القلب المقدس”

يشكل الكاثوليك نسبة كبيرة من سكان سراييفو؛ فعلى بعد أمتار قليلة من مسجد خسرو بيك، تستطيع أن ترى هذا المبنى الذي تم بنائه في 1889م، ليكون بهذا أقدم المباني الكاثوليكية في المدينة، ويمتاز ببنائه على الطراز القوطي ومعماره الجاذب للسياح من كل أنحاء العالم.

مسجد خسرو بيك

بعد أعوام قليلة من إصدار خسرو بيك وثيقة “أمر نامة” شرع في بناء مسجده الكبير وسط ساحة المدينة القديمة، ليشكل واحد من أهم المعالم التاريخية في مدينة سراييفو وذلك عام 1560م، ويضم المسجد حديقة جميلة، يقع فيها مقبرة الغازى الإسلامي خسرو بيك.

كما سمح للأرثوذكس ببناء كنيسة لهم بعد عامين فقط من بناء الجامع في السوق القديمة..

يجد الإشارة إلى أنه لحق المسجد العديد من الأضرار بفعل الحروب، ولكن تم إعادة بنائه، وكان للملكة العربية السعودية فضل كبير في هذا.

ركسون توفر لك رحلة ممتعة لمشاهدة معالم سراييفو..